الثلاثاء، 24 فبراير 2009

نصوص تسيء إلى تراثنا


تاريخ أمة الإسلام .. مليء بكل ما لذ و طاب فليس هناك أمة أهدى من أمة محمد و خير أجيال هذه الأمة المقدسة ..

هو جيل النبي صلى الله عليه و سلم [ الصحابة ] ؛ ثم الذين يلونهم [ التابعين] ؛ ثم الذين يلونهم [ تابعي التابعين ] و لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها و أصح تاريخ ..


وأقدس تراث هو التاريخ و التراث الإسلامي ،،


هناك نصوص في كتب المسلمين تحكي مواقف حدثت في خير القرون ..و من أناس أفاضل من تابعين و غيرهم أذكر لكم هنا باختصار .. بعضاً من هذه النصوص التي وردت على سبيل الترغيب في الاقتداء بأصحابها :


ـ أحرق يده : جاء في الحلية عن منصور بن إبراهيم , قال : بينما رجل عابد عند امرأة ، إذ عمد فضرب بيده إلى فخذها ،..

قال : فأخذ بيده فوضعها في النار حتى نشّت ( يعني يبست ) .


ـ يضرب نفسه : كان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطاً في مسجد بيته ، فإذا دخلته الفترة ( الكسل ) تناول السوط و ضرب به ساقه

و قال : " أنت أولى بالضرب من دابتي " .


ـ صك عينه : و روي أن عتبة بن غزوان الرقاشي نظر إلى جارية لبعض الجيش ، فصك عينه حتى نفرت . ( التهبت و تأذت ) .


ـ ما ضحك قط : حدث موسى بن إسماعيل ، قال : لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً قط صدقتكم .


ـ ما كنت أحسب : نظرت رابعة العدوية إلى رياح بن عمرو ، وهو يقبل صبياً من أهله و يضمه إليه , فقالت : أتحبه ؟

قال : نعم .قالت : ما كنت أحسب أن في قلبك موضعاً فارغاً لمحبة غيره تبارك اسمه ! فصرخ رياح و خر مغشياً عليه .


ـ بدر الدم من منخرة : عن صالح المري ، أن ابن المبارك قدم عليهم فقال له : أرني بعض عجائب عُـبّادكم ..فذهب به إلى مجموعة من الأشخاص :الأول : دخل عليه ابن السماك فقرأ : [ إذ الأغلال في أعناقهم و السلاسل يسحبون . في الحميم ثم في النار يسجرون ]

فشهق الرجل و أغشي عليه .. وخرجوا من عنده وهو على حاله .

الثاني : دخل عليه ابن السماك فقرأ : [ ذلك لمن خاف مقامي و خاف وعيد ] ،فشهق شهقة فبدر الدم من منخرة .. ثم جعل يتشحط في دمه حتى يبس ..... ثم واصلوا الزيارات .

السابع : شيخ كبير .. دخلوا عليه فسلموا فلم يعقل سلامهم فقال ابن السماك بصوت عالٍ :" إن للحق غداً مقاماً "

فقال الشيخ : بين يدي من ويحك ..ثم بقي مبهوتاً فاتحاً فاه .. شاخصاً بصره .. يصيح بصوت له ضعيف حتى انقطع .

فقالت امرأته : اخرجوا عنه فإنه ليس تنتفعون به الساعة .

بعد ثلاثة أيام ، يسأل صالح المري عن الأشخاص الذين زارهم مع ابن السماك

يقول : فإذا ثلاثة قد أفاقوا .. و ثلاثة قد لحقوا بالله عز وجل ، و أما الشيخ فإنه ظل ثلاثة أيام على حالته ،مبهوتاً متحيراً ، لا يؤدي فرضاً ، فلما كان بعد الثلاثة عقل .


هذا جزء يسير مما حوته كتب و كتب .. ضمن مجموعة التراث الديني و القصصي و التاريخي و الحقيقة أن هذه النصوص وهذه المواقف و إن كانت قد حدثت في خير الأزمنة من خيار في الأمةلا يصح أن نعتمدها كمنهج حياة لأنها مناهج فردية تخص أصحابها .


و المناهج الفردية في نظري تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

قسم يحسن بنا أن يقتدى به .

و قسم يجب ان نرفضه وننقده .

و قسم لا نرفضه .. و لكن لا ندعو إليه .

و يدخل في القسم الثالث ما كان يفعله ابن عمر رضي الله عنهما فكلنا يعلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .. حبه الشديد للنبي عليه الصلاة و السلام و رغبته في الاقتداء به ؛ و التشبه به في كل شيء ..

حتى في مشيته و حركته و سكنته و كان يتتبع آثار مشيه و يدوس حيث كان يدوس .. و ذات يوم مشى ببغلته فدار بها دورة ثم واصل السير في نفس الاتجاه وعندما سئل عن ذلك .. أخبرهم أن النبي عليه الصلاة و السلام فعل ذلك في يوم من الأيام هذا منهج فردي عبر به ابن عمر حباً و تبركاً .. لكنه لم يدع إليه الناس و لاينبغي له فلا يصح لأحد أن يدعو الناس إلى المشي من هذه الطريق و الوقوف بالناقة هنا أو الاستدارة هناك بحجة أن ابن عمر رضي الله عنهما فعله و مثل ذلك فعل أبي مسلم الخولاني الذي ذكرناه سابقاً ـ كذلك نسمع عن رجل فاضل من السلف ؛ كان لا يأكل اللحم خشية أن يقال له يوم القيامة [ أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ] فهل يصح أن ندعو الناس لترك اللحم لأن فلان الفاضل تركه و الله تعالى قد قال : [ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ] و ذلك عندما حرم على نفسه العسل خوفاً من بقاء راحة غير مرغوبة على فمه عليه الصلاة و السلام و لنا أيضاً أن ننتقد ذلك الذي ظلم يده بإحراقها ، و ذلك الذي ظلم عينه بصكها ، و نرفض الامتناع عن الابتسامة ، و كذلك تشبيه رابعة للحب الغريزي بمحبة الله عز و جل في حديثها مع رياح بن عمرو و نرفض ردة فعله ، و هل لنا أن نقبل ذلك الخوف الشديد الذي غلب الرجاء حتى يغشى على الواحد فيفوت فروض ثلاثة أيام ؟؟هذا مع علمنا أن من المواقف التي لا ندعو إليها .. ليس عليها غبارفصاحبها أراد ترغيب نفسه في شيء ، أو تخويفها منه لكن الخطأ الذي وقع فيه بعض رواة هذه القصص يكمن في أشياء أبرزها : 1 / اعتماد كل الرصيد التراثي منهج حياة .. 2 / إحاطته بشيء من القداسة بحيث لا يقبل الجرح و التعديل .


دعوة عامة الناس إلى إعادة تلك المواقف بكليتها .

كل يؤخذ من كلامه و يرد إلا المعصوم ،، صلى الله عليه و سلم ..

برأيكم هل مثل هذه النصوص فعلاً تسيء إلى تراثنا أم لا ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر .. تعليقك على مواضيعنا يهمنا