الثلاثاء، 24 فبراير 2009

المنشد القدوة


يوم كنا صغاراً .. كانت الأنشودة تصنع فينا ، و لازالت ، وستبقى كذلك ..لأنها ترجمة للفكر لبست ثوب النغم .لا زلت أتذكر يوم كنت طفلاً أردد : أنا يا قوم مسلم ،و لست أنسى : صامدين على درب الكفاح .ولكم تعلمت من : بقرآني و إيماني .. و تكبيرات إخوانيو ها أنا اليوم أطرب لمنشد يحمل من عذوبة الصوت ، ما يوازي روعة الكلمة ، وبهاء اللحن .تجتمع هذه الثلاث ، فتشكل لوحة راقية ، تشد معها المشاعر و تحرك الأحاسيس ..و إذا جاز لي أن أتحدث عن الأنشودة ، فلي أن أتكلم عن المنشد ..الأنشودة .. رسالة وجدانية .. تحمل فكراً ، وتنقل رؤيةً ، و تلفت نظر السامع إلى جمال ما في الحياة .. تطير عبر الآفاق ، لا تعرف حدوداً ، و لا تحتجزها نقاط التفتيش .وبناءً على هذا .. فينبغي للمنشد أن يكون عند مستوى الأنشودة .. و أن يكون مثلها :يحمل فكراً .. و ينقل رؤيةً ، ويلفت نظر السامع إلى جمال ما في الحياة ..يرتشف من رحيق الإسلام ، ويدل الناس إلى سلوكياته .. لا تعيبه في عباداته و لا في معاملاته ..يشعر السامعون بصدق أناشيده حين يرونه يعمل بما يدعو إليه في تلك الأناشيد ..فليس المنشد مجرد ناقل للحن ، لا يتمثل ما يغنيه أو يتغنى به ، وهنا أتذكر شعاراً جميلاً يقول :المنشد مرشد ..نعم هكذا ينبغي أن يكون ؛ و إلا فهو أشبه بشريط يضاف إلى قائمة أشرطة الكاسيت .حين تكون موهبة المنشد وسيلة لا غاية ،وحين تكون كلماته واقعاً يعيشه ،عند ذلك يكون قدوة لجمهوره ..مؤثراً على المدى البعيد .
كان هذا مقال لي تم نشره في موقع المنشد عمر البنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر .. تعليقك على مواضيعنا يهمنا