الخميس، 23 أبريل 2009

مفاهيم .. تحتاج مفاهيم !



مفاهيم تحتاج مفاهيم


المفهوم الأول

الإخلاص


الإخلاص .. رحيق المؤمنين .. و زاد المثابرين
به تدور عجلة الثبات . و تتبارك الحركات و السكنات
عمل بلا إخلاص ..... مردود
و جهد بلا إخلاص .. ريشة في مهب الريح

و لكن
يلتبس على بعضنا هذا المفهوم . أحياناً
أعمال البر التي تقوم بها المؤسسات ( سواء كانت جمعيات .. أو جماعات .. أو غيرها .. )
فيها جانب دعائي .. فتلك المؤسسات تقوم بتوثيق و تصوير أعمالها
و تتفنن في إشهار تلك الأعمال و عرضها على الآخرين ..
فهل هناك تعارض بين ما تقوم به من عرض .. و بين الإخلاص و قصد وجه الله بما تقوم به ؟

:: التوضيح ::

هناك فرق بين أن تقوم بعمل فردي .. و تتقرب إلى الله بمفردك
وبين أن تشارك بعمل جماعي تقوم به جماعة
فأما في الحالة الأولى فمن مقويات الإخلاص أن تخفي عملك و أن لا تتحدث عنه أمام الآخرين
أما في الحالة الثانية فيستحب للعاملين أن يشهروا تلك العمال لأنهم بذلك يشجعون على البر
و يثبتون للناس حركة الخير في المجتمع ويحيون في الناس المبادرة
و هنا نتذكر قول اله تعالى : [ إن تبدو الصدقات فنعمّا هي ]
بل قد يكون من الإخلاص لله في مثل هذه المواطن إظهارها للناس
ويكون ذلك داخلاً في تعظيم شعائر الله ..
مــلاحظة : قد يكون الأفضل في بعض الأعمال الفردية إظهارها .. فليس إخفاء العمل هو الأفضل دائماً




المفهوم الثاني

تغيير المنكر


تغيير المنكر .. ربيع الحياة .. و فلتر الصفاء
واجب الأمة و دليل حياتها

و لكن

في تطبيق الناس لقول النبي صلى الله علييه و سلم :
[ من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. فإن لم يستطع فبلسانه .. فإن لم يستطع فبقلبه .. و ذلك أضعف الإيمان ]
و قع الكثير من العاملين بهذا النص النبوي .. في الكثير من الالتباسات ..
" بل إنني أعتقد أن الاختلاف في فهم هذا النص ؛ من أسباب تعدد الجماعات "
فالحديث يخبر ـ حسب ظاهر النص ـ أن التغيير يبدأ باليـــد
و لدينا هنا تساؤلات :
ـ متى يكون التغيير باليد ؟
ـ إذا كان هناك إمكانية للتغيير باليد و بالسان فهل يتم التغيير باليد أم اللسان ؟
ـ عند التغيير باليد .. هل هذا يعني عدم الإنكار باللسان ,, و القلب ؟

:: التوضيح ::

أولاً : تغيير المنكر و اجب شرعي .. يأثم القادر عليه إذا تركه بدون عذر شرعي
و الحديث النبوي ذكر اليد أولاً .. ثم السان .. ثم القلب ( بالقلب أي بغضه وعدم الرضا به ... الخ )
و الحقيقة أن الإنكار يجب أن يبدأ بالقلب .. فلو أنكر الإنسان بلسانه
و قلبه راضٍ فلا يعتبر منكراً بل هو كالفاعل
ثم ينتقل للتغيير باللسان بالنصح بالحكمة ( و الحكمة قد تقتضي الشدة أحياناً )
فإذا لم يستجب فاعل المنكر .. هنا يكون التغيير باليد
فإذا تعذر التغيير باليد .. فعليه أن يغير بقدر وسعه وهو اللسان
فإن لم يستطع فبقلبه .. و ذلك أضعف الإيمان
وهذا هو ترتيب الحديث ..

ثانياً : إذا كان عند الإنسان القدرة على التغيير باليد و اللسان [ القلب أكيد لديه القدرة ]
فالأصل أن لاينتقل إلى التغيير باليد ما دام اللسان يفي بالغرض
ثالثاً : عندما يكون المنكر خارج حدود سلطة الشخص هنا يكون التغيير باللسان .




المفهوم الثالث

الجهاد


الجهاد .. ذروة سنام الإسلام .. و وسيلة الدعوة الكبرى ..
شامةُ عز الأمة .. و حافظُ بيضة الدين
به ترد الحقوق .. وتصان الكرامات

و لكن

هل الجهاد هو القتال ؟؟
أم أن هناك معنى أشمل للجهاد ؟؟

:: التوضيح ::

يبدو من خلال السؤال أن الإجابة واضحة
الجهاد هو بذل الجهد .. [ و الذين جاهدو فينا لنهدينهم سبلنا ]
لا ننكر هنا فضل الجهاد القتالي .. و المجاهدين في سبيل الله
لكن .. ينبغي أن نعلم أن الجهاد أنواع :
الجهاد بالنفس
الجهاد بالمال
الجهاد باللسان << وأقف عند هذا النوع
الجهاد باللسان جهاد كبير وعظيم و يحتاج اهتماماً عملاقاً
و لذلك يوزن مداد العلماء بدماء الشهداء
و أي فئة تستخدم الجهاد القتالي بدون بذل الجهاد اللساني ..
فإن عملها سيكون أشبه بعمل العصابات في نظر غير المسلمين
بمعنى أنه عند التقصير في جهاد اللسان يظل الجهاد القتالي ملتبساً عليهم
فيظنوا جهاد المسلمين لهم إنما هو لمجرد عدم انتمائهم إليهم
:: لو أنفقت الأموال في خدمة الجهاد اللساني و الدعوة للإسلام : لجاءنا الإسلام من أمريكا !!




المفهوم الرابع

الانفتاح


الانفتاح .. دليل سعة الصدر .. و سعة الفكر
و علامة على قوة الحجة و الثقة بالنفس .. و الواقعية
و الانسجام مع الآخرين

:: لكن هناك توضيح ::

يختلط هذا الأمر على كم كبير من الساعين إليه !!
فتجد منا من يعتبره و الاندماج الكامل في الآخرين " شيئاً واحداً "
و هكذا ينقسم المخطؤون منا إلى أحد اثنين :
إما رافض للتعايش مع الآخرين والاختلاط بهم .. إلخ
[ و أقصد بالآخرين صنفين من الناس " عوام المسلمين وخصوصاً المقصرين " ؛ و " غير المسلمين " ]
و هذا الصنف مكون في الغالب من المتدينين
( 2 ) و إما ذائب في الآخرين .. يظن الانفتاح محاكاة الآخرين و هجران العادات و التقاليد والدين .. ] جزئياً أو كلياً [ بحجة الانفتاح .. و التحرر من قيود الانغلاق و التعقيد
و هذا الصنف مكون من " شباب آخر صيحة "
وما بين هذا وذاك يبقى التوسط هو الصواب ..
انطلق في الحياة .. و انفتح على الآخرين .. لكن دون أن تتخلى عن مبادئك و أخلاقك
و دينك




المفهوم الخامس

الحضارة

الحضارة .. مصطلح يوحي بالقوة و الجمال .. و ميزة تتنافس في مضمارها الأمم
وحينما تتجول عينك الكريمة .. في بعض دولنا العربية
تجد الجسور و البنيان .. و الحدائق و العمران

و لكن

هل هذه المعالم الجميلة .. هي الحضارة ؟؟
أم أن للحضارة مقومات أخرى غير ما ذكر ؟؟

:: التوضيح ::

مقومات الحضارة الحقيقية .. ليست مجرد ما ذكرناه قبل قليل
فتلك مظاهر للحضارة وليست هي الحضارة " كلباس الأبطال يرتديه غير بطل "
مقومات الحضارة الحقيقة ..
هي وجود المصانع القوية ,, و المختبرات العلمية [ من العيار الثقيل ] .. و العلماء .. و مراكز الأبحاث و المخترعين
كما يقول الدكتور طارق السويدان
كما أن الحضارة ليست مادة فقط .. و إن شئتم فاسألوا العالم : أين أكبر نسبة انتحار في الكرة الأرضية !!
الحضارة بالإضافة إلى ما ذكر .. حضارة الروح .. لا تصطدم مع الكون ..
لا تنقلب على أهلها .. لا تسبب الكوارث و تحول البشر إلى وحوش يأكل الكبير كل ما هو أصغر منه !!




المفهوم السادس

الزهد


الزهد .. أشواق السائرين إلى جنة الخالدين
أبو القناعة .. و كنز العز

و لكن

ما هي علاقة الزهد .. بقلة المال و الجاه ؟
و هل الزهد يعني الفقر ؟
إذا كنت تسعى لكسب ثروة مالية .. فهل تكون غير زاهد ؟

:: التوضيح ::

كان سيدنا سليمان عليه السلام نبياً ملكاً ..
فهل يعقل أن يكون أحدنا اليوم أزهد منه !! حاشا و كلا
للأسف يربط أغلب الناس الزهد .. بالفقر ؛ و لايتخيلون إنساناً يجمع بين الغنى و الزهد في الدنيا
فإذا كان الفقير محسوباً في الزاهدين .. فماذا نقول إذن عن فقراء اليهود ؟
الزهد الحقيقي : أن تكون الدنيا في يديك لا في قلبك ..
يروى أن عيسى عليه السلام كان يقول :
" البس لبس الملوك .. ولكن اجعل قلبك قلب عابد "
و الخلاصة .. السر في القلب لا ما في المظهر .. فالناس قد ركزوا في الشكليات و نسوا القلوب ..

تنبيه خطير : قد يكون الإنسان فقيراً و لكن قلبه أشد تعلقاً بالدنيا من أصحاب الثروات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزي الزائر .. تعليقك على مواضيعنا يهمنا